قال عبد الوهاب جاكون، مدير يومية "لا نوفال روبيبليك" الناطقة بالفرنسية، أن حرية الصحافة في الجزائر وصلت إلى حالات التطرّف من حرية مطلقة، تحولت الجرائد إلى محاكم، عوض ضمان أخلقة الحياة العمومية. وتابع "نعطي دروسا لكن لا تنظيم للناشرين ولا للصحفيين لدرجة أن السلطة لا تجد من تتحاور معه وتتصرف كما تشاء".
من جهته، أفاد أحمد عظيمي، الدكتور في العلوم السياسية بجامعة الجزائر، أن لحرية التعبير مجالين، أولهما فضاء مفتوح تمثله الأحزاب والجمعيات، وفضاء حر يمثله الأساتذة والمثقفون وهو فضاء لا وجود له يضطر معه المثقف للمرور عن طريق الأحزاب لتمرير أفكاره، بحكم الضغوطات الموجودة داخل الجامعة. أما المجال الثاني فهو الفضاء السمعي البصري والصحافة المكتوبة، معربا عن أسفه لوجود سيطرة في الإشهار الحكومي، حيث وصفه بـ"سيف إقليدس" الذي تسلطه الدولة على الصحف، مضيفا "تحول الإشهار إلى ريع حيث تمنح الحكومة يوميا، 40 إلى 50 مليون سنتيم لجريدة لا تباع وأخرى لا توزع وغيرها، فمن أصل 127 جريدة توجد حوالي 100 جريدة تسيطر عليها السلطة عن طريق الإشهار، مؤكدا أن هناك حوالي 5 إلى 6 جرائد فقط تفرض نفسها في الواقع ومن بينها "الشروق" عن طريق رواجها ".
فيما عارض جاكون، مقترح عظيمي بقوله "18 بالمئة فقط إشهار وطني تديره وكالة الإشهار والنشر، وأغلب الإشهار ملصقات وإشهار عبر التلفزة والإذاعة، و82 بالمئة من الإشهار يتجه للقطاع الخاص وتديره 4500 وكالة إشهار". مشيرا إلى قرار الحكومة بمركزية الإشهار جاء بناءا على تقارير تفيد بممارسة أمناء ورؤساء بلديات "البزنسة" في منح الإشهار، مشيرا إلى أن الوزير الحالي للقطاع منح 25 اعتماد تأسيس جريدة.
أكد جاكون أن "تقييم حرية التعبير يكون داخليا، ولا يجب أن ننتظر أبوية الهيئات الأجنبية، وتلك الهيئات تخدم تحت مصالح حكوماتها، وعندما تضغط تلك الدول تتحرك تلك المنظمات ورئيس تلك المنظمة التي صنفت الجزائر في المرتبة 125 نعرف عداءه للجزائر".
0 تعليق على موضوع "تحرير الإعلام من قبضة الإشهار.. والحق في المعلومة."
الإبتساماتإخفاء