وهم الإنفتاح الإعلامي.

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

يبدو أن السلطة مرتاحة جدا من "التهريج" الإعلامي الذي فرضته بعض الفضائيات التي احتسبت على مبدأ الانفتاح الإعلامي للمجال السمي البصري، في حين أنها مجرد "خزعبلات" تزيح عن النظام كله انغلاقه على نفسه وعلى اليتيمة وأخواتها حتى لا يتعرى صندوقها الأسود، الذي يعلم الجميع ما يحتويه وما يخفيه !.
عندما تحدث الرئيس بوتفليقة عن فتح المجال السمعي البصري ظن الجميع بأن الأمر سيسير بأمره كما يقود الشباب سيارته في الطريق السيار، لكن الأمور جرت عكس ذلك، وصار ملف هذا المجال يسير بخطى الحلزون المصاب !. واستطاعت بعض "الجهات" التي أرادت أن تزيح "الحرج" عن الرئيس أن تغلط الرأي العام وتوهمه بأن الأمر قد تم، وللشعب الحق في قول ما يريد وقت ما يريد.
إن المشهد الإعلامي السمعي البصري اليوم أسوأ بكثير من السابق، لأن "احترافية" معالجة الخبر ونقله ليصل صوت "الشعب للسلطة" كما يجب، لا أن يكون مجرد "جعجعة بلا طحين". وحتى يصبح الإعلام في الجزائر سلطة رابعة، تدفع بالوزراء والمسؤولين إلى الاستقالة، في حال تعرية فسادهم وسوء تسييرهم، يجب أن ينفتح المجال السمعي البصري كما ينبغي، وأن لا يصبح الأمر من اهتمام الصحافة فقط، بل يجب أن يكون مطلبا شعبيا كما الحليب والخبز.
اليوم لا يجب أن نتشدق ببعض الأصوات التي يريد الشعب أن يسعها، ولا يسمعها أحد غيره، وفلك السلطة يسير في جهة أخرى، لأنها تدرك بأن سيف الحجاج لن يصلها ومنشار الانتقاد لن يمسها ولو بعد منتصف الليل.
الغريب في الأمر أن القنوات الفضائية التي منحتها وزارة الإعلام "الاعتماد" للنشاط في الجزائر، تمارس مع السلطة لعبة القط والفأر، ولو أمسك القط بالفأر فلن يأكله، لأن الفأر صديق القط، ولا يمارسان إلا أدوار "توم وجيري".
نحن اليوم في أمس الحاجة إلى إعلام سمعي بصري لحجم الجزائر وتطلعاته، ألسنا بعيدون عن الربيع العربي الذي جعلنا نسكت عن الفساد حتى لا تشتعل نيرانه ويسقط النظام، أليست الدولة اليوم في خط واحد مع الشعب في محاربة الفساد، فلما الخوف من الصوت والصورة ما دامت صورة البلد مشعة وبخير؟.



الكاتب: زبير فاضل

البريد الإلكتروني: fadelzoubir@yahoo.fr




0 تعليق على موضوع "وهم الإنفتاح الإعلامي."


الإبتساماتإخفاء