أكد اختصاصيون في مجال السمعي البصري على "ضرورة" وضع إطار قانوني وإنشاء هيئة ضبط تسمح بفتح المجال السمعي البصري معتبرين أن البلد يشهد "تأخرا" في هذا الشأن، وأوضح مهنيون أن التأخر المسجل في هذا الميدان راجع أساسا إلى المماطلات الإدارية والعشرية السوداء وكذا الصعوبات التي يواجهها أصحاب هذا المشروع.
ويرى مدير المدرسة العليا للصحافة براهيم براهيمي أنه "يجب خلق توازن بين القنوات الخاصة و العمومية من اجل ضمان المزيد من التنوع و الثراء الثقافي"، واقترح في هذا الصدد إنشاء هيئة ضبط لوضع قواعد تسمح بتسيير "أفضل" لهذه القنوات و"تسطير أهداف يجب لمختلف القنوات أن تبلغها"، وقال أنه ينبغي على قنوات التلفزيون أن تتخذ كخارطة طريق نشر الأخبار وبرمجة الحصص التربوية و الثقافية و التسلية مضيفا أن "مسؤولي القنوات سيكونوا مجبرين على تقديم دفتر شروط قبل إيداع طلب الاعتماد".
كما يجب على السلطات العمومية، حسب براهيمي، التفكير في استحداث قنوات إقليمية مغاربية و موضوعاتية بغرض استقطاب عدد أكبر من المتفرجين و منافسة مجمعات التلفزيون الأخرى، ومن جهته، أكد مدير الإعلام سابقا بالتلفزيون، عمار بخوش، على تجنيد الخبراء الوطنيين ووضع ترسانة قانونية و مؤسساتية تؤطر قطاع السمعي البصري، كما اقترح إيجاد إطار "متساوي الأطراف" للأسرة الإعلامية في ظل "احترام كامل" للقوانين مع الأخذ بعين الاعتبار التجارب الناجحة في ميدان السمعي البصري.
ومن جهته، يرى المدير العام ل"النهار تيفي" أنيس رحماني أن "الصحافة السمعية البصرية مرت باضطرابات ينبغي تسويتها من أجل تعزيز استقرار البلد و من ثمة الاتصال الإعلامي"، وقال أنه يجب على الخبراء المعنيين بتحديد قوانين المجال السمعي البصري الأخذ بعين الاعتبار آراء الأشخاص ذوي الخبرة في مجالي التلفزيون والإذاعة و ذلك في "صالح التنمية الاجتماعية و الاقتصادية للبلد"، وأضاف أنه يجب كذلك "الأخذ في الحسبان آراء الشباب قصد الإضفاء على التلفزيون صورة شابة و ديناميكية".
وسجل أن الجزائر تتوفر على قدرات بشرية "معتبرة" مؤكدا أنها "قادرة على منافسة قنوات التلفزيون بمنطقة المغرب العربي شريطة وضع إطار يشجع هذا الانفتاح"، ومن جهتها أكدت رئيسة قسم التحرير ل"الشروق تي في" فتيحة زماموش أن "التلفزيونات الإقليمية تنشأ في ظروف متميزة تمر بها حاليا بلدان المغرب العربي و الشرق الأوسط"،وترى أن "التلفزيون يمنح المواطنين فرصة التعبير وطرح انشغالاتهم حتى يتم التكفل بها من قبل السلطات العمومية.
0 تعليق على موضوع " الجزائر تشهد تأخرا في مجال فتح السمعي البصري."
الإبتساماتإخفاء